وحدة الصف الكردي..!
في ثلاثينيات القرن الفائت، تمرد رشيد رسول حج رشيد، على السلطات الفرنسية المنتدبة لسوريا، واشتبك مع بعض مرتزقتها (المليس)
المحليين، فحضرت قوة عسكرية لقريته (علمدارا)، ووضعت اهله بين خيارين، فإما تسليمه للسلطات أو حرق القرية، فأجمع أهله على إقناعه
بتسليم نفسه للسلطات الفرنسية، وأرسلوا له من يخبره ويقنعه بذلك، ومن الحجج التي ساقها الرسول بأن أهل القرية أجمعوا على هذا..!
فإستغرب رشيد إتفاق أهله الذين لم يسبق لهم مثل هذا الإجماع، فرضي بالتضحية بنفسه، وكتب على قصاصة صغيرة رسالة من ثلاث كلمات،
أرسلها لمتزعم القرية إبن عمه ؟
قائلا فيها ( كل جمع مخنث...!)
ومع إني لا أعلم بتفاصيل مبادرة " وحدة الصف الكوردي "، التي كثر الحديث عنها هذه الأيام، إلا إني أعتقد أنها لن تختلف عن إجماع أهل رشيد،
فيما لو حدث الإجماع أصلا، وربما الفارق الوحيد بأن لا أحد سيضحي بنفسه من أجل أهله.....من العبث إضاعة الوقت والجهد والسعي وراء
سراب " وحدة الصف الكوردي " التي لن تتحقق لألف سبب.... وهنا قد يتساءل بعض المخلصين عن الحل...؟
ربما أفضل الحلول هو الحفاظ على حالة الإنقسام، مع إقرار كل طرف بحق الآخر في الإختلاف عنه، وإدارة الصراع بينهم وفق معايير يتفقون
عليها.... والله أعلم بكورده
بقلم الاستاذ شيخو بللو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق